مع الأسف الشديد، اتخذ مجلس أمناء مبادرة التغيير السلمي القرار الصعب بإنهاء عمل المنظمة وإغلاقها بشكل تدريجي.
ورغم أن هذا القرار مؤلم لجميع موظفي المنظمة، ومجلس الأمناء، وشركائنا حول العالم، إلا أننا نشعر أيضاً بفخر كبير بما حققناه معاً خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، ومن بين هذه الإنجازات على سبيل المثال:

• بفضل الجهود المميزة لفريق مبادرة التغيير السلمي وشركائها في مختلف انحاء ليبيا، أصبحت المناطق والمجتمعات التي كانت بالأمس منقسمة ومتنازعة، تعيش اليوم جنبًا إلى جنب في أجواء من السلام والاستقرار.
• عشرات الآلاف من السوريين ما زالوا على قيد الحياة اليوم وذلك بفضل شجاعة وجهود شركائنا في التفاوض والوساطة.
• بفضل أدوات فهم النزاعات وجهود PCi في التوعية بأهمية مراعاة حالة النزاع، أصبح هذا المفهوم من أولويات أجندة الجهات المانحة والجهات المنفذة والشركات في موزمبيق.
• اليوم، لدى شباب أرمينيا فرص حقيقية للمساهمة في رسم سياسات بلادهم تجاه النزاعات، وذلك بفضل الشراكة البنّاءة بين مبادرة التغيير السلمي، والحكومة الأرمانية، والمجتمع المدني لتعزيز أجندة الشباب والسلام والأمن.
• منظمات المجتمع المدني في صربيا وكوسوفو أصبحت اليوم أكثر قدرة على مواجهة الروايات الإعلامية المثيرة للخلاف والتقسيم، بفضل الدعم الذي قدمته مبادرة التغيير السلمي هناك.

نحن على قناعة راسخة بأن بناء السلام هو السبيل الأمثل لمعالجة جذور النزاعات العنيفة، وتهيئة بيئة تساعد على تحقيق سلام حقيقي ومستدام.

لكن، وكما هو الحال بالنسبة للعديد من منظمات بناء السلام في المملكة المتحدة وحول العالم، واجهنا خلال السنوات الأخيرة تحديات مالية متزايدة نتيجة التراجع المستمر في تمويل برامج بناء السلام من قبل الجهات المانحة، وارتفاع التكاليف المرتبطة بعقود الجهات الحكومية المانحة، إلى جانب رفض المانحين تغطية التكاليف التشغيلية بشكل واقعي.

وقد شكّل قرار الحكومة البريطانية مؤخرًا بتقليص ميزانية المساعدات الخارجية كي تتمكن من زيادة انفاقها على ميزانية الدفاع العسكري، شكل ضربة قاسية لنا وأثرت بشدة على قدرتنا على الاستمرار. ووسط هذا الواقع الصعب، أصبح من المستحيل إيجاد تمويل يضمن استدامة عملنا، ولم يعد أمامنا خيار سوى إغلاق المنظمة.

وفي وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا سريعًا في النزاعات والانقسامات، تزداد الحاجة إلى الحوار، وبناء الثقة، والبحث عن حلول مبتكرة أكثر من أي وقت مضى. ولهذا، نناشد المؤسسات، والصناديق، والجهات الخيرية الخاصة، تكثيف دعمهم لمنظمات بناء السلام، فخبرتهم وقدراتهم ستكون مطلوبة بشدة في المرحلة القادمة.

وخلال الأشهر المقبلة، سنبذل كل ما بوسعنا لضمان بقاء أثر مبادرة التغيير السلمي، والعمل على إتاحة الأدوات والموارد والخبرات التي طورناها خلال مسيرة المنظمة لكل من يحتاجها.

أما الآن، سينصبّ تركيزنا على إنهاء مشاريعنا الحالية بأعلى قدر من المسؤولية والالتزام، ودعم فريق المنظمة في البحث عن فرص مهنية جديدة. ونتوقع أن نتمكن من إتمام التزاماتنا الأخيرة خلال فصل الخريف، على أن نبدأ بعد ذلك الإجراءات الرسمية لإغلاق المنظمة بالكامل، بحيث يتم إنهاء أعمال مبادرة التغيير السلمي بشكل نهائي مع نهاية عام 2025.

شكرًا لكونكم جزءًا في هذه المسيرة. إذا رغبتم في التواصل مع فريقنا بخصوص فرص العمل أو الاستشارات، أو إذا كنتم مهتمين بالمساهمة في توفير مكان جديد لمنشوراتنا والمواد التي أنتجناها، يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: legacy@peacefulchange.org